top of page

بائعة الكتب

لم يكن التفكير في مشروع تجاري يمر بخاطري عندما أسرتني عادة القراءة، وبدأت تدفعني لطلب المزيد والمزيد من الكتب..

ولكن أنى يتاح لي الحصول على الكتب العربية هنا في تركية؟!


لم يكن عشقي المتنامي للكتب ليسمح لي بأن أتجاهله أو أستسلم لعقبة ندرة الكتب وغلائها، فاندفعت أتابع أخبار المكتبات العربية، وأتواصل مع دور النشر لأشبع نهمي للقراءة، وفي عام 2019 تأسست مكتبتي الصغيرة على الرغم من قلة ذات اليد، وبتشجيع ودعم من والدتي الحنونة - رحمها الله - التي كانت تؤثرني بما تدخره من عملها لأوفر ثمن الكتب التي أقرؤها أو أقتنيها..

ومن هنا ولدت فكرة مشروع "بائعة الكتب"، حيث بدأت أبيع الكتب التي أقرؤها لأصدقائي ومعارفي، ثم وسعتُ فرص التسويق لكتبي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفتحت صفحة "بائعة الكتب".


لم أكن متعجلة، لقد أدركت من البداية أن المشروع يحتاج إلى جهد وصبر ووقت، لا سيما أن ميزانيتي كانت محدودة، فاتسعت مكتبتي التي كانت لا تتجاوز رفَّي حائط، وأصبحت مكتبة كبيرة بفضل الله تعالى، وبجهود أمي رحمها، فهي لم تسمح لي بأن أبيع مكتبتي لأوفر تكاليف امتحانات القبول في الجامعة، وأصرت أن أحافظ عليها، وأمدّتني بكل النفقات الجامعية.

بعد قبولي الجامعي توفيت أمي، وقدّر الله أن تعيش أمي قبل وفاتها فرحتي بدخول الجامعة، وفرحتي بتوسع مشروع المكتبة.


بعد وفاة أمي انتقلت انا وأختي إلى دار السلام، فأعطوني الفرصة للاستمرار من حيث توقفت دون الحاجة للعمل، بل كانوا سندًا لي في محنتي، الشكر لله وللقائمين على الدار ما منحوني إياه من الدعم والمساندة، والحمد لله الذي يسّر لي أن أكمل هنا ما بدأت به مع أمي رحمها الله..

وأنا اليوم أجتهد لأوسّع مكتبتي وأنوّع عناوين كتبها حتى تتطور من مكتبة افتراضية إلى مكتبة واقعية بإذن الله تعالى، وهو هدف أدعو الله أن يوفقني لتحقيقه قريبًا إن شاء الله.


بائعة الكتب


صفحات بائعة الكتب على منصات التواصل الاجتماعي:

٦٠ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page