top of page

صناعة السعادة

تاريخ التحديث: ٢٥ أغسطس ٢٠٢٢

في طريقهم لإيجاد السعادة، ينْكَبُّ كثيرون على المتع والملذات واستحواذ الأشياء، ولكنهم كلما ازدادوا في استحواذهم شعروا بفراغ قاتل يحملهم على الإمعان في البحث والاستحواذ، أو التحرر من عبودية المتع والأشياء لإيجاد سبيل جديد لم يألفوه للسعادة.

لا يدرك أولئك وأمثالهم أن السعادة تأتي من العطاء أكثر مما تأتي من الاستحواذ، فالنفس الإنسانية خليط عجيب من الدوافع والمشاعر والقيم، وإن إحساس النفس بتقديرها الحقيقي لذاتها، وقدرتها على العطاء وتحقيق الإنجاز، يهبها شحنة عالية من السعادة والرضا لا يعرفها إلا من جربها. وكيف لنا أن نحظى بهذا القدر من الرضا؟!

لأن المتعطشين للسعادة يعانون من فراغ داخلي لا يمكن لأية لذة مادية أن تملأه، فهم يحاولون تجربة أنواع مختلفة من اللذة لملء هذا الفراغ، وهم لا يتصورون أن العطاء نوع ثري من اللذات الجديرة بالتجربة، فهو بالنسبة إليهم غامض مجرد ينافي مفهومهم المبدئي للذة القائم على الأخذ والاستحواذ.. فقط أولئك الذين أعطوا أنفسهم فرصة تجربة هذا النوع الغني من الخبرات في إمكانهم أن يختبروا معنى السعادة التي يصنعها ويهبها لأرواحهم المتعطشة.

ليست الفرحة على وجوه المحسنين بأقل منها على وجوه المستحقين للإحسان، ولكننا عادة نرى أثر السعادة التي يصنعها العطاء على وجوه المحتاجين، وتغيب عن المشهد الوجوه والقلوب المبتهجة خلف الكاميرات، وبعيدًا عن الأضواء.


من عدل الله تعالى في الناس أن قسّم أنواع العطاء فيهم، وجعل ما يلبي احتياجاتنا النفسية والمادية موزعًا بيننا، ومقسمًا علينا، ليبقى الناس محتاجًا بعضهم إلى بعض يتبادلون العطاء فيما بينهم، فلا تظنن أن ذلك الذي يسخو بماله أقلّ حاجة إلى ما عند الفقير واليتيم من نعمة الرضا التي لن يتقاسمها معه إلا حين يشاركه ما بين يديه من الخير والنعم.


دار السلام لكفالة ورعاية الأيتام Selam Center



١٨ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page